اضطراب التكامل الحسي يدعــى باسم خلل التكامل الحسي وهو عبارة عن مرض ينشأ عندما لا يتم معالجة التكامل متعدد الحواس بشكل كافي من أجل توفير استجابات مناسبة لمتطلبات البيئة.
![]() |
اضطراب المعالجة الحسية |
توفر الحواس المعلومات عن طريق وسائل مختلفة كالرؤية، والسمع، واللمس، والشم، والذوق، والحس العميق، والجهاز الدهليزي، والتي يحتاجها الانسان من أجل القيام بوظائفه.
ويتميز اضطراب المعالجة الحسية بمشاكل كبيرة في تنظيم الحواس القادمة من الجسم والبيئة وتتجلى بصعوبات في الأداء في واحد أو أكثر من المجالات الرئيسية للحياة كــ الإنتاجية، والترفيه واللعب أو ممارسة أنشطة الحياة اليومية.
أناس مختلفون يواجهون مجموعة واسعة من الصعوبات أثناء معالجة البيانات القادمة من الحواس المختلفة، ولا سيما عن طريق اللمس مثل الشعور بالحكة عند ارتداء الأقمشة الصناعية وصعوبة في ارتدائها، في حين أن الأشخاص الأسوياء لا يشعرون بذلك، أو القادمة عن طريق الدهليز كالشعور بدوار الحركة أثناء ركوب السيارة على سبيل المثال، أو عند استقبال الحس العميق كــ مواجهه صعوبة في مسك القلم من أجل الكتابة.
تعريف التكامل الحسي
التكامل الحسي هي عملية عصبية تقوم بتنظم الاحساس القادم من جسدنا ومن البيئة، الأمر الذي من شأنه أن يجعل من الممكن استخدام أجسامنا بشكل فعال ضمن البيئة.
تصنيف اضطرابات المعالجة الحسية
تم تصنيف اضطرابات المعالجة الحسية إلى ثلاث فئات رئيسية وهي :-
- اضطراب التعديل الحسي.
- الاضطرابات الحركية القائمة على الحس.
- اضطرابات التمييز الحسي.
وقد تم وضع تصنيفات مرضية لاضطرابات المعالجة الحسية وهي كما يلي :-
- خلل الأداء : سوء التخطيط الحركي (مرتبط أكثر بالجهاز الدهليزي واستقبال الحس العميق).
- ضعف التكامل الثنائي : عدم استخدام كلا الجانبين من الجسم في وقت واحد بشكل كاف.
- الدفاع اللمسي : رد فعل سلبي على المنبهات اللمسية.
- فشل الإدراك الحسي البصري : ضعف الشكل وإدراك الفراغ والوظائف الحركية البصرية.
- خلل الأداء الجسماني : سوء التخطيط الحركي (المتعلق بندرة المعلومات القادمة من أنظمة اللمس والحس العميق).
- مشاكل سمعية لغوية.
اضطراب التعديل الحسي
اضطراب التعديل الحسي هو عبارة عن عملية معقدة يقوم بها الجهاز العصبي المركزي، والذي يقوم بتعديل وضبط الرسائل العصبية التي تنقل معلومات عن الشدة، والتردد، والمدة، والتعقيد، وعن حداثة المحفزات الحسية.
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التعديل الحسي يواجهون صعوبات في معالجة المعلومات فيما يتعلق بدرجة الشدة، والمدة، والتردد، وربما يبدون سلوكيات تحمل طابع الخوف والقلق، وسلوكيات سلبية وعنيدة، وسلوكيات ذاتية الاستيعاب التي يصعب جذبها، أو إبداعها أو التي تسعى وراء الإحساس بنشاط.
- يتكون اضطراب التعديل الحسي من ثلاثة أنواع فرعية وهي :-
- اضطراب تعديل حسي مترافق مع فرط في الاستجابة.
- اضطراب تعديل حسي مترافق مع ضعف في الاستجابة.
- اضطراب تعديل حسي مترافق مع سعي ورغبة.
اضطرابات حركية قائمة على الحس
هذه الاضطرابات تبدي ردات فعل حركية غير منتظمة نتيجة للمعالجة الخاطئة للمعلومات الحسية التي تؤثرعلى تحديات السيطرة على التموضع، مما يؤدي إلى اضطراب التموضع و/أو اضطراب التنسيق التطوري.- وهناك نوعان فرعيان للاضطرابات الحركية القائمة على الحس وهي :-
- خلل الأداء.
- اضطرابات التموضع.
اضطراب التمييز الحسي
اضطراب التمييز الحسي هي عبارة عن معالجة غير صحيحة للمعلومات الحسية، المعالجة غير الصحيحة للمدخلات البصرية أو السمعية، على سبيل المثال، يمكن أن نجدها في عدم الانتباه، الفوضى، وضعف الأداء المدرسي.
- وهناك عدة أنواع فرعية لاضطراب التمييز الحسي وهي :-
- بصرية.
- سمعية.
- لمسية.
- ذوقية.
- شمية.
- ذات صلة بالوضعية أو الحركة.
- حسية داخلية.
أسباب اضطراب المعالجة الحسية
مناطق منتصف المخ وجذع الدماغ في الجهاز العصبي المركزي هي المراكز الأولى في مسار معالجة التكامل متعدد الحواس، وتشارك هذه المناطق في الدماغ في عمليات التنسيق، والانتباه، والإثارة، والوظائف اللاإرادية، وبعد مرور المعلومات الحسية من خلال هذه المراكز، يتم توجيه هذه المعلومات إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن العواطف والذاكرة والوظائف الإدراكية عالية المستوى.
اضطرابات المعالجة الحسية لا تؤثر فقط على التفسير ورد الفعل على المؤثر في مناطق الدماغ المتوسط فحسب، ولكن تؤثر أيضاً على عدة وظائف أعلى، وأي ضرر في أي جزء من المخ والذي يشارك في المعالجة متعددة الحواس يمكن أن يسبب صعوبات في معالجة المؤثرات بشكل كافي بطريقة وظيفية.
وتركز الأبحاث الحالية في مجال المعالجة الحسية على إيجاد أسباب وراثية وعصبية لاضطرابات المعالجة الحسية، وعادة ما يجري استخدام تسجيل النشاط الكهربائي للدماغ وتسجيل الجهد المرتبط بالأحداث لاستكشاف الأسباب الكامنة وراء السلوكيات التي لوحظت في اضطرابات المعالجة الحسية.
ومن خلال الدراسات والأبحاث تم اقتراح بعض الأسباب لاضطراب المعالجة الحسية، هي كما يلي :-
- تسجيل النشاط الكهربائي للدماغ.
- الاختلافات في فرط الاستجابة اللمسية والسمعية تظهرتأثيرات جينية متوسطة، مع فرط استجابة لمسية تدل بشكل متزايد على القدرة على التوريث.
- التحليل الجيني ثنائي المتغير يفترض وجود عدة عوامل وراثية للفروق الفردية في فرط الاستجابة الحسية السمعي واللمسي.
- الأشخاص المصابون باضطرابات المعالجة الحسية لديهم مستويات حسية أدنى فيما يتعلق بفتح أو غلق القنوات الأيونية.
- الأشخاص المصابون بفرط الاستجابة الحسية ربما تجد لديهم مستويات مرتفعة من مستقبلات D2 في الجسم المخطط، متعلقة بالنفور من المؤثرات اللمسية ومتعلقة أيضا بانخفاض مستوى التعود.
- الإجهاد ما قبل الولادي يؤدي إلى تجنب اللمس بشكل ملحوظ.
أعراض وعلامات اضطراب المعالجة الحسية
قد تختلف الأعراض وفقاً لنوع المرض ووفقاً للنوع الفرعي للمرض، ومرض اضطراب المعالجة الحسية يمكن أن يؤثر على حاسة واحدة أو على عدة حواس معاً، والعديد من الناس يظهر لديهم واحد أو اثنين من الأعراض، ومرض اضطراب المعالجة الحسي لا بد أن يكون له تأثير وظيفي واضح على حياة الشخص.
الأشخاص الذين يعانون من فرط استجابة ربما تظهر لديهم الأعراض التالية :-
- يكرهون ملمس بعض الأشياء كالأقمشة والأغذية ومنتجات الزينة أو المواد الأخرى الموجودة في الحياة اليومية، والتي لن تسبب أي حساسية للأشخاص العاديين، وهذا الكره سيتداخل مع القيام بالوظائف العادية.
- يتجنبون الحشود والأماكن الصاخبة.
- يعانون من دوار الحركة (والتي ليس لها أي تفسيرات طبية أخرى).
- يرفضون القيام بأي نشاطات طبيعية تحتوي علي ملامسة البشرة (التقبيل، الحضن أو المعانقة) بسبب تجربة سلبية لإحساس اللمس (يجب علينا أن نتنبه لعدم الخلط بينه وبين الخجل أو الصعوبات الاجتماعية).
- يشعرون بعدم الراحة، أو بالمرض أو بالتهديد بشكل جدي من قبل أصوات طبيعية، وأضواء، وحركات، وروائح، وأذواق، أو حتى الأحساسات الداخلية مثل ضربات القلب.
- لا يرضيهم أي نوع من الطعام.
- لديهم اضطرابات في النوم (يستيقظون بسبب أصوات طفيفة، لديهم مشاكل في الدخول في حالة النوم بسبب الحمل الحسي الزائد).
- يجدون صعوبة في تهدئة أنفسهم، ويجدون أنفسهم تحت الضغط بشكل دائم.
الأشخاص الذين يعانون من نقص في الاستجابة تظهر لديهم الأعراض التالية :-
- لديهم صعوبات بالغة في الاستيقاظ.
- يكونو خاملين وبطيئين.
- يكونون غير مدريكن للألم و/أو الأشخاص الآخرين.
- قد يظهرون أصماء على الرغم من اختبار وظيفة السمع.
- الأطفال ربما لديهم صعوبة في التدرب على المرحاض، وغير مدركين لوجود بلل أو وبراز لديهم.
الأشخاص الذين يعانون من شغف حسي تظهر لديهم الأعراض التالية :-
- يتململون بشكل مفرط.
- يسعون وراء أو ربما يقومون بإصدار أصوات عالية، أو ضجيج مزعج.
- يقومون بالتسلق، والقفز وتحطم الأشياء باستمرار.
- السعي وراء الأحاسيس المتطرفة.
- لديهم عادة مص الملابس أوالأصابع أو الأقلام.
- يبدون متسرعين.
الأشخاص الذين يعانون من مشاكل حسية قائمة أساس حركي تظهر لديهم الأعراض التالية :-
- يبدون بطيئين وغير منسقين.
- يشعرون بعدم الرشاقة والبطء، ولديهم مهارات ضعيفة سواء حركية أو حتى في الكتابة اليدوية.
- لديهم وضعيات وقوف هزيلة : وضعية وقوف هزيلة مع إمالة الحوض باتجاه الأمام.
- الأطفال قد يتأخرون في الزحف والوقوف والمشي أو الجري.
- يصبحون مماطلين لتجنب المهام الحركية.
الأشخاص الذين يعانون من مشاكل التمييز الحسية تظهر لديهم الأعراض التالية :-
- يسقطون الأشياء باستمرار.
- لديهم ضعف في الكتابة اليدوية.
- لديهم صعوبة في ارتداء الملابس والأكل.
- يستخدمون قوة غير مناسبة للتعامل مع الأشياء.
أعراض وعلامات أخرى
ومن الأعراض والعلامات الأخرى لإضطراب المعالجة الحسية ما يلي :-
- ضعف في التوازن التكاملي وردود فعل يمينية.
- انخفاض إيقاع أنماط العضلات في منظومة العضلات الباسطة والقابضة مقابل الجاذبية.
- ضعف النغمة الأساسية.
- انخفاص مستوى التحكم بوضعية الوقوف.
- ضعف في الرأرأة (الرأرأة تذبذب المقلتين السريع اللإرادي).
- وجود وردود فعل غير متكاملة مثل : منعكس الإيقاع الرقبي اللامتناظر.
- تشنج في عملية التتبع بالعين.
- فشل التجسيم عن طريق اللمس.
- عدم كفاية في التطبيق العملي الحركي أو الفكري أو البنائي.
- صعوبات مع حركة التخطيط باستخدام معلومات التغذية الراجعة.
- صعوبات مع حركة التخطيط باستخدام معلومات التغذية الذاهبة.
- ضعف في التنسيق الحركي.
علاج اضطرابات المعالجة الحسية
معالجة التكامل الحسي
يتم معالجة التكامل الحسي من خلال تحفيز الجهاز الدهليزي بواسطة تعليق بعض المعدات مثل إطارات السباحة، والشكل الرئيسي لعلاج التكامل الحسي هو نوع من أنواع العلاج الطبيعي الذي يخضع له الأطفال بوضعهم في غرفة مصممة خصيصاً لتحفيز وإثارة كل الحواس عند الطفل، خلال الجلسة، يعمل المعالج بشكل وثيق مع الطفل لتوفير مستوى من التحفيز الحسي والذي يمكن للطفل أن يتعامل معه، ويترافق ذلك مع التشجيع على الحركة داخل الغرفة.
علاج التكامل الحسي مستوحى من خلال أربعة مبادئ رئيسية، وهي :-
- تحدي حقيقي : يجب أن يكون الطفل قادراً على مواجهة التحديات بنجاح والتي يتم تقديمها له بصورة أنشطة مرحة.
- استجابة تكيفية : الطفل يكيف سلوكه مع استراتيجيات جديدة ومفيدة استجابة للتحديات المقدمة.
- المشاركة النشطة : سيرغب الطفل بالمشاركة لأن الأنشطة متعة.
- الطفل موجّه : يتم استخدام أفضليات الطفل لبدء التجارب العلاجية ضمن الجلسة.
علاج المعالجة الحسية
علاج المعالجة الحسية يحافظ على كل المبادئ الأربعة المذكورة أعلاه، ويضيف عليها ما يلي :-
- الشدة : شخص يحضر العلاج يومياً لمدة طويلة من الزمن.
- النهج النموي : المعالج يتكيف مع العمر التطوري للشخص، مقابل العمر الحقيقي.
- تقييم الاختبار وإعادة الاختبار المنهجي : يتم تقييم جميع العملاء قبل وبعد.
- عملية موجهة مقابل نشاط موجه : المعالج يركز على الاتصال العاطفي (الصحيح تماماً) والعملية التي تعزز العلاقة.
- تثقيف الأهل : جلسات تثقيف الوالدين يتم إدراجها ضمن عملية العلاج.
- البهجه : السعادة في الحياة هي الهدف الرئيسي من العلاج، والتي تتحقق من خلال المشاركة الاجتماعية، والتنظيم الذاتي، والثقة بالنفس.
- مزيج من تدخلات الممارسة الأفضل : غالباً ما تترافق مع نظام علاج تكاملي سماعي، وفترة اللعب على الأرض، والوسائط الإلكترونية .