النهام العصبي يدعــى بالشره العصبي أو الشره المرضي العصبي وهو أحد اضطرابات الأكل يتسم بنوبات متواترة من الإفراط في الطعام تسمى نوبات الأكل الشره أو نوبات الدقر ، وتتبعها تصرفات تعويضية معدلة يشار إليها بـالتطهير أو التفريغ.
![]() |
النهام العصبي |
تزداد معدلات الإصابة باضطرابات الأكل لدى المجموعات التي تمارس نشاطات تركز على الرشاقة وشكل الجسم كالرياضة الجمبازية وعرض الأزياء والرقص والتشجيع والجري والتمثيل والتزلج الفني على الجليد والتجديف، كما أن النهام يزداد بين القوقازيين.
أنواع النهام العصبي
هناك نوعان ثانويان من مرض النهام العصبي وهما كما يلي : -
- النوع التفريغي (المطهر) : وهو الأكثر انتشاراً بين النوعين ويتضمن سلوكيات معدلة مثل التقيؤ الذاتي (الذي قد يشمل استخدام دواء مقيئ كشراب عرق الذهب وتسهيل البطن الذاتي ( والتي قد تشمل استخدام المسهلات والملينات ، والأدوية المدرة للبول ،والحقن الشرجية) لإزالة الطعام من الجسم بسرعة قبل هضمه .
- النوع غير التفريغي (غير المطهر) : الذي يحدث في نسبة قليلة من الحالات ، والذي يتضمن سلوكيات تعويضية غير تفريغية كالرياضة المفرطة أو الصوم بعد نوبة الدقر لموازنة مقدار السعرات الحرارية بعد الأكل .
مرضى الشره العصبي المطهر قد يلجؤون للرياضة والصوم أيضاً ، لكن كاختيار ثانوي للتحكم بالوزن .
أسباب النهام العصبي
يتعلق النهام بقضايا نفسية عميقة وبالشعور بفقدان السيطرة، ويتبع المعانون من النهام هذا الأسلوب من الأكل ليشعروا بأنهم يسيطرون على حياتهم .
- قد يخفون الطعام ويخزنوه ويفرطون في تناوله عندما يشعرون بالغضب أو الضغط النفسي .
- خلال نوبة الدقر يشعرون بأنهم يفقدون السيطرة على أنفسهم ويستهلكون كميات هائلة من الطعم تزيد على 20,000 سعرة حرارية .
- بعد مدة من الزمن سيجد المصابون أنفسهم قد فقدوا السيطرة على دخولهم في نوبات الدقر أو لجوئهم للتفريغ.
أحد الدراسات بينت وجود علاقة بين النهام وارتفاع مستوى هرمون التيستوستيرون وانخفاض مستوى الإستروجين في الدم ومع ضبط هذه المستويات باستخدام حبوب منع الحمل المركبة قلت الرغبة الملحة في تناول السكريات والدهون .
تشخـيص النهام العصبي
تظهر أكثر بدايات مرض النهام العصبي أثناء فترة المراهقة (بين 13 -20 سنة) ، مع انتكاس كثير من الذين يعانون منه في فترة البلوغ فيصابوا بنوبات الدقر والسلوكيات المعدلة حتى بعد المعالجة الناجحة التامة للمرض .
- يصعب اكتشاف مرض النهام العصبي مقارنة بمرض فقدان الشهية العصبي (القهم العصبي) ، لأن مظهر المصابين بالنهام العصبي صحي أكثر ومضاعفات مرضهم الواضحة قليلة .
- كثير من المصابين بالشره يزاولون خللاً عظيماً في الأكل وأشكال معينة من الرياضة دون انطباق المقياس الكامل لتشخيص مرض النهام العصبي عليهم .
المقياس الكامل لتشخيص المريض المصاب بالنهام العصبي هو : -
- نوبات متواترة من الدقر (الأكل الشره) وتتميز النوبة بـ : -
- أكل كمية طعام أكبر من الكمية التي يأكلها الناس العاديين في الظروف المشابهة وبشكل أسرع في مدة ثابتة .
- افتقار السيطرة على النفس أثناء الأكل : وهو شعور المرء بعدم استطاعته التوقف عن الأكل أو عدم التحكم في ما يأكل أو الكمية التي يأكلها .
- تصرفات غير ملائمة متواترة لتجنب زيادة الوزن، مثل : التقيؤ الذاتي، إساءة استعمال المسهلات(الملينات) والأدوية المدرة للبول أو أدوية أخرى ، والصوم ، والرياضة المفرطة المجهدة .
- التقييم الشخصي متأثر كثيرا بالوزن وشكل الجسم ، كما إن القلق لا يطرأ على وجه الحصر أثناء النوبة .
تأثيرات مرض النهام العصبي
للمرض النهام العصبي دورات متتالية من الأكل السريع والخارج من السيطرة (الذي يتوقف بدخول شخص آخر على المصاب أو بألم المعدة الناتج عن الأكل المفرط) المتبوع بالتقيؤ الذاتي أو غيره من وسائل التفريغ .
هذه الدورات تتكرر عدة مرات في الأسبوع أو في حالات أشد خطراً قد تتكرر عدة مرات في اليوم، وتؤدي مباشرة إلى ما يلي : -
- تآكل مينا الأسنان بسبب الأحماض المعِدية .
- إصابات الفم، حيث يؤدي الإدخال المتكرر للإصبع أو غيره من الأدوات لإحداث التقيؤ تمزق للأغشية المبطنة للفم والحلق .
- الارتجاع الحمضي المزمن بعد الأكل .
- التهاب المريء أو تهيجه بسبب تعرضه المستمر للأحماض المعدية .
- الجفاف ونقص البوتاسيوم بالدم نتيجة لفقدان السوائل من الجسم وخسارة البوتاسيوم .
- انتفاخ الغدد اللعابية .
- عدم اتزان الإلكتروليت في الجسم .
علاج النهام العصبي
تصبح نوبات الدقر إدماناً ويبدو التخلص منه مستحيلاً . والشفاء صعب جداً ، كما أن وزن المريض في المراحل الأولى من علاجه قد يزداد نتيجة لأن نوبات الدقر تستمر بينما تتوقف عمليات التطهير مما يسبب قلقاً لدى المريض قد يعود به مرة أخرى إلى النهام العصبي . لذالك يمكن معالجة الاضطرابات المصاحبة مثل القلق والإكتئاب بالأدوية المناسبة حسب حالة المريض.