صدمة جهاز الدوران هي حالة طبية مهددة للحياة تمتاز بانخفاض في معدلات وصول الدم إلى الأنسجة مما يسبب نقص في وظيفة الأنسجة وموت الخلايا ، وتعد الصدمة المتعلقة بجهاز الدوران من الحالات الطبية الطارئة ومن أكثر الأسباب شيوعاً لوفاة المرضى الذين يعانون من أمراض حرجة.
![]() |
صدمة جهاز الدوران |
تختلف الصدمة في تأثيراتها، لكن جميعها تأتي بنفس النتائج وتتعلق بمشاكل جهاز الدوران ، فمثلاً الصدمة تؤدي إلى نقص تأكسج الدم أو توقف القلب أو توقف التنفس ، وصدمة جهاز الدوران تختلف تماماً عن الصدمة النفسية وهي حالة نفسية تنشأ نتيجة التعرض لمواقف مرعبة أو حدث مؤلم .
- الأعراض المميزة للصدمة هي : -
- انخفاض ضغط الدم .
- تسرع القلب .
- علامات انخفاض التروية الدموية في الأعضاء النهائية مثل قلة في كمية البول وارتباك وفقدان الوعي .
يعد مؤشر الصدمة مقياساً تشخيصياً دقيقاً وأكثر فائدة من استخدام انخفاض ضغط الدم وتسرع القلب بمعزل ، ويحسب مؤشر الصدمة بقسمة سرعة القلب على ضغط الدم الانقباضي ، وتكون النتيجة الطبيعة عادة بين 0.5 إلى 0.8 ، وفي حالة الزيادة سيكون هناك احتمال صدمة .
- بالإضافة إلى أن ضغط الدم ليس علامة موثوقة للصدمة فقد يعاني المريض من الصدمة لكن ضغط دمه مستقر .
يعد تفاقم الصدمة عن طريق الارتجاع الإيجابي من أبرز مخاطر الصدمة ، ونقص وصول الدم يؤدي إلى تضرر الخلايا مما يؤثر على أنسجة الجسم التي تلتهب وتثبط التروية الدموية في الجسم ، لهذا السبب فإن العلاج المستعجل للصدمة ضروري لإنقاذ حياة المصاب .
أنواع وأسباب صدمة جهاز الدوران
1/ صدمة نقص حجم الدم
وتحدث بسبب فقد كميات من الدم أو السوائل مما يؤثر على حجم الدم الساري داخل الأوعية الدموية والقلب ، ويحدث ذلك في الحالات التالية : -
- النزيف .
- القيء أو الإسهال الشديد خصوصاً في الأطفال .
- حالات الحروق حيث تتبخر كميات كبيرة من بلازما الدم عن سطح الجلد المحروق .
- فقد كميات كبيرة من البول كما في حالات مرض السكري الكاذب ، و الحماض الكيتوني السكري .
2/ الصدمة القلبية
- وتحدث الصدمة القلبية نتيجة : -
- فشل القلب بسبب أي خلل وظيفي أو عضوي يؤثر على وظيفة القلب .
- اعتلال عضلة القلب .
- الذبحة القلبية وتحدث بسبب انسداد أحد الشرايين التاجية .
- اختلال معدل انقباضات وانبساطات القلب فيما يعرف باضطراب النظم القلبي .
- التهاب العضلة القلبية وهو التهاب في الجزء العضلي من القلب .
- حالة فرط الدرقية .
3/ صدمة توزيع الدم
وفيها يحدث اضطراب في عملية تدفق الدم إلى الأنسجة الهامة , حيث يحدث تمدد للأوعية الدموية الصغيرة المغذية للأعضاء الغير حيوية كالجلد مثلًا فيزداد تدفق الدم إليها على حساب تدفقه إلى الأعضاء الحيوية كالمخ والقلب .
4/ صدمة انسداد مسار الدم
- وتحدث في الحالات التالية : -
- الانصمام الرئوي .
- الاندحاس القلبي .
- ضيق الصمام الأبهري .
- حالات الاسترواح الصدري .
كيف تحدث حدوث الصدمة
تحدث الصدمة عندما يتعرض الجسم للأسباب المذكورة والتي تضع الجسم بكل أجهزته في حالة غير طبيعية يتعين عليه تصحيحها ، ويهدف الجهاز العصبي المركزي إلى تنشيط الجهاز العصبي الودي وهو المسؤول عن السيطرة على أجهزة الجسم في حالات المرض والخوف والغضب والشدة .
فتنطلق في الدم كميات كبيرة من هرموني الأدرينالين والنورأدرينالين فيعملان على زيادة معدل نبضات القلب ، و زيادة معدل التنفس, والتعرق ، وانقباض الأوعية الدموية مما يؤدي إلى رفع ضغط الدم ، وتعرف هذه العملية بآليات التعويض .
وفي حالة فشل هذه الآلية يدخل المريض في المرحلة النهائية من الصدمة والتي يعاني فيها من انخفاض ضغط الدم وتسارع ضربات القلب مع ضعفها ، وتسارع التنفس مع ضحالته .
أعراض وعلامات الصدمة الدورية
تختلف أعراض الصدمة الدورية حسب السبب ونوع الصدمة وتختلف أيضاً من مريض إلى آخر فقد يعاني بعض المرضى من مجرد ارتباك وضعف وترنح ، ويعاني مرضى أخرون من فقد الوعي .
- وتتفق كل أنواع الصدمة في أعراض أساسية وهي : -
- انخفاض ضغط الدم .
- نقص وصول الدم إلى الأنسجة المهمة مثل : -
- المخ مما يسبب الارتباك والتشويش وفقدان الوعي .
- الكلى مما يسبب انخفاض أو انعدام الناتج البولي .
- وقد يحدث تسارع في ضربات القلب ويلاحظ أنه في 30% من حالات الصدمة بسبب النزيف الداخلي وحالات المرضى الرياضيين و الذين يتعاطون أدوية حاصرات البيتا فإنه لايحدث تسارع لضربات القلب .
تشخيص الصدمة الدورية
يتم التشخيص بأخذ التاريخ المرضي للمريض والفحص الطبي الشامل الذي يتضمن قياس ضغط الدم و قياس معدل وقوة النبض .
- لا توجد اختبارات تقطع نتيجتها بتشخيص حدوث الصدمة وإنما يتم إجراء بعض الاختبارات للتحقق من سبب الصدمة واستبعاد أية أمراض أخرى ، ومن هذه الاختبارات : -
- قياس الأس الهيدروجيني للدم .
- قياس تشبع الأكسجين في الشريان الرئوي من خلال قسطرة الشريان الرئوي .
- عمل أشعات سينية .
- أشعات فوق صوتية على أماكن متفرقة من الجسم لاستكشاف أية بؤر للعدوى في حالات الصدمة الإنتانية .
علاج صدمة جهاز الدوران
تتم معالجة مريض صدمة القلب والأوعية الدموية ، من خلال تدفئة مريض وإمداده بالمسكنات والمهدئات ورفع الساقين قليلًا و استخدام التنفس الصناعي وضخ كميات أكبر من الأكسجين و البدء بإعطاؤه سوائل وريدية ونقل الدم فور توفره .
السوائل الوريدية
- يعد العلاج باستخدام السوائل الوريدية خطوة أساسية في علاج كل أنواع صدمة جهاز الدوران ، وقد يتم علاج المرض الواحد بكمية سوائل وريدية تصل إلى 1-2 لتر .
- وللسوائل الوريدية أنواع مختلفة تتباين في تركيباتها وتكلفتها ومدى توفرها ، وأهمها هو المحاليل الغروية و محلول رينغر اللاكتاتي وفي حالات النزيف الشديد لابد من إعطاء المريض كريات حمر مكدوسة وريدياً لمنع هبوط معدلات الهيموجلوبين عن 10 .
- ويهدف العلاج بالسوائل الوريدية الحفاظ على ضغط الدم الانقباضي ما بين 70-90 مم زئبق .
وقد ظهر رأي حديث يرجح التقليل من استخدام السوائل الوريدية في حالات الناتجة عن إصابات طاعنة بالصدر أو البطن وذلك لأن حالة انخفاض ضغط الدم التي يعانيها المريض كعرض من أعراض صدمة الجهاز الدوري فد تكون مفيدة للحفاظ على معدل النزف بسبب الإصابة في أقل درجاته ، حيث أن العلاج بالسوائل الوريدية يؤدي فوراً إلى رفع ضغط الدم وبالتالي زيادة معدل النزيف.
الأدوية
لابد من استخدام الأدوية المقوية لانقباض عضلة القلب في حالة فشل علاج الصدمة باستخدام السوائل الوريدية ، ولكن لا يفضل استخدامها في حالات صدمة فقد الدم لعدم إثبات فعاليتها حتى الآن ، ولكنها قد تكون فعالة في حالة الصدمة العصبية.
كما يمكن إعطاء المريض بروتين سي ، المعروف أيضاً باسم أوتوبروثرومبين أو العامل الرابع عشر في تخثر الدم، وهو مركب هام في تنظيم عمليات حيوية مثل تجلط الدم، والالتهابات، و موت الخلايا، و الحفاظ على نفاذية جدران الأوعية الدموية ، ولكنه لم يثبت فعاليته في علاج حالات الصدمة الإنتانية بالإضاة إلى الأعراض الجانبية العديدة الناتجة عن استخدامه.
كما أنه لازال استخدام بيكربونات الصوديوم وريدياً لتعديل الأس الهيدروجيني للدم محل دراسة وجدل كبير.